خذ من الدنيا عبرة ومن الأمس خبرة

(خذ من الدنيا عبرة ومن الأمس خبرة)



لم يفنىَ الإنسان وهو حي يـُرزق



فالفناء يكون عند إنتهاء العمر .. أي بالموت



فكيف يفنىَ الإنسان ؟!



وأجلـه مازال بيد رب العالمين



ومازال يتنفس .. وفي قلبه نبض ينبض



إذن الإنسان حي ولم يفنيَ



من قال أن الإنسان لا يعرف معنى الحياة ؟!



فالحياة هى التي لا تعرف معنى الأنسان !!!



الإنسان إن نسىَ أو تناسىَ السعادة والهناء



وأحل مكانهما المرارة والأحزان فلن تكون حياتـه حياة




لم يتحطم الإنسان عبر الزمان .. بل أهلكـه الظلم وألبسه رداء الأحزان



لكن علينا أن لا نجعل الظلم يتمكن منا ولا نجعل أنفسنا أسرى لديـه



فالظلم لابد أن ينتهي



لماذا نتحطم إن كان لدينا إيمان راسخ بأن الظلم سينتهي ؟!



ولماذا لا نشفق على أنفسنا وأن لا ندع الظلم يحطمنا عبر الزمان ؟!




ولو إفترضنا أن الهموم تراكمت علينا



هل نيأس ؟ .. هل ندفن رؤسنا في الرمال ؟



لا والله .. علينا أن ننهض من جديد ولا نبالى



فالحياة فيها من المرارة ما يكفى العالم بأسره



فلابد أن نحاول ونحاول إلى أن نكون سعداء




كل منا يقول الهموم أصبحت على أكتافه



والأحزان تراكمت على عاتقـه



وأصبحت مثل الجبل الشامخ في قلبـه وفي عيونـه



هذا هو عجزنا نحن بنى البشر .. لا نقوىَ على حمل الهموم



فالهموم إن لم تواجـه بالتحدى تراكمت وتراكمت



فلماذا نساهم في تراكم الهموم والأحزان بقلوبنا ؟!




السعاده والشقاء إسمين متواجدين في الحياة



كل منا شعر بالسعاده وتألم من الشقاء



فأستعينوا بلحظات سعادتكم على شقائكم



وأجعلوها حربٍ ضروس بين السعاده والشقاء



على يقين بأن السعادة ستنتصر حتماً على الشقاء



ولن يكون للشقاء بقاء




ومن لا يفرق بين الحب والكره فقد خيمت الأحزان في قلبـه وأغشت عينـه



فكيف نفرق بين الحُب والكٌره ؟



لابد أن ننزع الأحزان وأن نتخلص من الماضى وننساه للأبد



لكى نعرف أن الحُب والكُره لا يجتمعان في قلب واحد



إن كان بعض منا ظالمين فليس من المعقول أن يكون الجميع ظالمين




إن الظلام هو ظلام القلوب قبل ظلام العيـون



إن كانت القلوب مظلمـة



فلا أمل لنا أن نرىَ نور الشمس المشرقـة



فالقلب المظلم لابد أن تنير لـه الطريق ليريَ الشمس



عند ذلك سيكون هذا القلب في أسعد لحظات حياتـه




وإن كانت الدنيا سجن .. فنحن من سجنا أنفسنا بداخلها



نحن السجان والسجين .. نحن من سجنا أرواحنا



وبأيدينا تحطيم القيود .. لكى نتحرر من سجن أنفسنا



لن يحررنا أحد من الخارج .. فالحريـة لن تكون حريـة إلا بأيدينا



لابد أن نحاول الخروج من سجننا وحصارنا



نحاول ونحاول وإن بائت محاولاتنا بالفشل



نرجع من جديد للمحاولـة ولانفقد الأمل




نعلم أن الظلم مؤلم



نعلم أن الظلم يجمد الدماء في الوريد



نعلم أن الظلم يحطم كل نظرة ليوم جديد



ونعلم أن الظلم أشكالـه كثيرة ولكن يجب التصدي لـه بعزيمـة من حديد



كثيراً هم من ذاقوا الظلم في الماضى .. كما يتذوقـه الآن آخرون



لكنهم لم يهزموا .. لم يركعوا لـه .. لم يسجنوا أنفسهم .. لم يكرهوا الحياة





نعلم أن ظلم القريب .. أقسىَ أنواع الظلم .. وأشدهم على الإطلاق




ولكن هل نستسلم لهم ونرضخ لضرب الأعناق ؟



هل نطأطئ رؤسنا لمن ظلمونا وإن كانوا أعز الناس ؟



وإن كان الله سبحانـه لايرضىَ بالظلم فكيف نرضاه نحن على أنفسنا ؟!




وإن تعرضت يوماً للظلم



سأقف لحظـة حـداد مـع ذاتي



أرتب بها أوراق مشاعري وحياتي



ما بين الغمـوض والسكون

ماأروع الموضوع وماأجمل تاثير الكلمات مشكووووووور جدا